من الذي يفوز

Video_Pro avatar   
Video_Pro
من الذي يفوز: الحق أم الباطل؟

على مر العصور، كان الصراع بين الحق والباطل واحدًا من أكثر المواضيع إلحاحًا وتعقيدًا في حياة البشر. إنها معركة أزلية تعبر عن جوهر الإنسانية وتحدياتها. فهل ينتصر الحق دائمًا؟ أم أن الباطل يتمكن أحيانًا من فرض سيطرته؟

الحق والباطل في ميزان التاريخ

إذا ألقينا نظرة على التاريخ، سنجد أن الحق لم يكن دائمًا هو المنتصر في المدى القريب. فكثير من الأباطرة والطغاة استولوا على الحكم بالباطل وظلموا شعوبهم لفترات طويلة. ولكن مع مرور الزمن، ينكشف زيف الباطل ويتهاوى أمام قوة الحق، كما في حالات الثورات الشعبية أو سقوط أنظمة استبدادية. التاريخ يعلمنا أن الحق قد يتأخر لكنه لا يهزم أبدًا على المدى البعيد.

لماذا ينتصر الباطل أحيانًا؟

في كثير من الأحيان، يملك الباطل أدواته القوية من نفوذ ومال وإعلام، مما يجعله قادراً على تضليل الناس وإخفاء الحقيقة. كما أن ضعف بعض المدافعين عن الحق، أو تفرقهم، قد يمنح الفرصة للباطل ليتمدد. ومع ذلك، هذه الانتصارات غالبًا ما تكون مؤقتة، إذ إن الباطل يحمل في طياته بذور فنائه.

الحق: قوته تكمن في ثباته

الحق يتميز بأنه لا يتغير بتغير الزمن أو الظروف. إنه صلب وثابت ويستند إلى مبادئ راسخة لا تتأثر بالأهواء. من يؤمن بالحق يملك قوة أخلاقية ومعنوية تجعله صامدًا حتى في أصعب الظروف. وقد أثبت التاريخ أن القضايا العادلة تستمد قوتها من أصحابها الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل نصرتها.

القرآن الكريم والحق

في القرآن الكريم، يتكرر التأكيد على أن الحق دائمًا هو المنتصر. يقول الله تعالى “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” (سورة الأنبياء: 18). هذا الوعد الإلهي يُطمئن القلوب بأن الحق، مهما طال الزمن، سيبقى منتصرًا في النهاية.

كيف نضمن انتصار الحق؟

الإيمان بالقضية لا يمكن للحق أن ينتصر إذا تخلى المؤمنون به عن إيمانهم.
العمل الجماعي الوحدة والتكاتف ضروريان لنصرة الحق.
الوعي والتعليم  الباطل يعيش على الجهل والخرافة، بينما الحق يزدهر بالعلم والمعرفة.
الصبر والثبات الانتصار لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى صبر طويل وجهد مستمر.

الخاتمة

رغم أن الباطل قد يبدو في لحظات معينة وكأنه المنتصر، إلا أن الحقيقة الدائمة هي أن الحق هو الذي يملك قوة البقاء والاستمرار. فالباطل مثل الزبد الذي يذهب جفاء، بينما الحق مثل الماء الذي ينفع الناس ويبقى في الأرض. علينا أن نتمسك بالحق وننصره بكل ما أوتينا من قوة، لأن انتصاره ليس مجرد احتمال، بل هو وعد محتم.

לא נמצאו הערות